فجر الأمس على طريق الملك فهد

الطريق مزدحمة...


هناك أمر خطير

السيارات بالكاد تمشي في الطريق السريع

اقتربنا أكثر وأكثر


في نقطة معينة تتوقف السيارات لبرهة من الزمن...


كلما اقتربت تجد سيارات متوقفة على اليمين من الخط السريع


تشاهد أناس مترجلين بعد أن أوقفوا سياراتهم على الطريق السريع


اثنان يتحدثون مع بعضهم البعض


أحدهم في سيارته كادت أن تنكسر رقبته وهو يمدها للنافذة الأخرى يسأل أحد الواقفين


الآخر مستند على السياج وممسكا بالجوال ينقل الحدث على الجراح مباشرة


شخص خامس جاء مهرولا وكأن أحد السباع الضارية يجري خلفه...


من بعيد صوت الإسعاف يملئ المكان والسائق يصرخ بأعلى صوته.....

افتح الطريق افتح الطريق....


اقتربت أكثر وأكثر توقفت بالقرب من المكان أو نقطة التجمع...مكرها بسبب توقف السيارات على جانب الطريق وتوقف السيارات أمامك....


هالني ماشاهدت


http://www.alyaum.com/images/13/13171/688746_1.jpg


شخص ممدد على قارعة الطريق وحوله بعض من يحاول إسعافه....


فجأة اسمع صوت مرتفع من رجل المرور يصرخ بأعلى صوته....


يكلم زميله...الرجال حي حي

بسرعه افتحوا الطريق للهلال الأحمر...


جاء رجل المرور مسرعا في نقطة التجمع وصرخ بأعلى صوته :


تحركوا ياناس يامسلمين خافوا..الله


الرجال بيموت...عطلتوا الإسعاف....


أناس تركوا سياراتهم وأغقلوا الخط...لكي يستمتعوا بمنظر الدم...


لكي يستمتعوا....باللحظات الأخيرة لهذا المصاب...


لكي لايفوتهم منظر الموت...


قصدوا تعطيل الإسعاف...لكي ينقلوا لأصحابهم ماشاهدوه بالأمس...



منظر جميل لايمكن التفريط به...


لسان حاله لايهم الإسعاف أن يتأخر الأهم أن أشاهد مشهد الموت الأخير..


أي قلب يحمله هؤلاء المرضى المجرمين...

أي ضمير يسكن بين ضلوعهم المهترئة


ماهذا الاحساس المعدوم في دواخلهم...


ماشعورهم لو كانوا مكان هذا المصاب أو كان أخاه....أو ابنه...


سوف يصرخ مثل رجل المرور...


ياناس افتحوا الطريق تحركوا خافواالله...الرجال بيموت...



متى نرتقي ونصل لدرجة من الوعي حيال مثل هذه الأمور

مافائدة توقفنا طالما إن هناك من يسعف

مافائدة أن تعطل سيارات الانقاذ

فقد تكون هذه الدقائق هي الفيصل بين الموت والحياة بمشيئة الله

ضع نفسك مكان هذا المصاب وقد أطبق الحديد على أضلعك...ومزق لحمك...
http://www.gulf4cars.com/vb/attachme...1&d=1205228033
وأنت تشاهد الموت بعينك

وتشاهد هؤلاء الفضوليين معدومي الضمير

يحولون بينك وبين المنقذين

يقفون ببرود يتفجرون على نزيفك وألمك ومعاناتك...

السؤال الكبير :
هل يكمن تحميل هؤلاء موت أي شخص في مثل هذه الحالة من الناحية الشرعية والقانونية ..؟؟