الأخطاء الـ8 لأليجري موسم 2011-2012
 

المدرب قام بعمل رائع لكن هناك سلبيات يُوضحها المقال ....

http://u.goal.com/158100/158173hp2.jpg

يعلم الأغلب منكم أني من المدافعين والداعمين جدًا لماسميليانو أليجري المدير الفني للميلان وأرى أنه يستحق تمامًا تجديد الثقة به حتى لو لم يُتوج الفريق بالاسكوديتو هذا الموسم، ذلك لأن عمل المدرب واضح جدًا وإنجازته بالتأهل لنصف نهائي الكأس والخروج من دوري الأبطال أمام أفضل فرق العالم والمنافسة على الاسكوديتو حتى الجولات الأخيرة تتحدث بوضوح عن عمله خاصة إن ما قارنا ذلك بالظروف الصعبة التي مر بها الفريق.


الظروف الصعبة بدأت بمواجهة غريبة في الصين ضد الإنتر على كأس السوبر، مباراة دمرت فترة الإعداد للفريق وأراها المسؤول الأكبر عن كمية الإصابات المهولة خلال الموسم، الإصابات هي الظرف الثاني الصعب جدًا والذي لن يحتمله أي فريق سوى إن كان يمتلك عُمق التشكيل ومدرب جيد كما في الروسونيري، الظروف الصعبة تواصلت بجدول صعب جدًا للدوري الإيطالي جُمعت خلاله المباريات الصعبة خلال فترة قصيرة واكبت فترة الإصابات الكبيرة والمؤثرة، وأخيرًا كانت المواجهات الأوروبية القوية بداية من البارسا في دور المجموعات ومرورًا بالآرسنال في دور الـ16 ثم البارسا من جديد في ثمن النهائي .... ظروف أخرى مثل عدم التوفيق في عديد المباريات خاصة الكبيرة وسوء التحكيم في البعض منها.

كل ما سبق كان مقدمة ضرورية قبل أن ندخل في الأخطاء التي ارتكبها المدرب خلال الموسم الحالي وأراها أثرت بشكل أو بآخر على عروض ونتائج الفريق، وكانت كالتالي:

1- اختفاء الهجمات المرتدة من أسلوب لعب الميلان.

أرى تلك السلبية الأكبر في طريقة عمل وأسلوب لعب أليجري، هو يُجيد جدًا الضغط الهجومي واختراق الدفاع المتكتل والوصول للمرمى ولكنه لا يجيد أبدًا وضع أسلوب فعال للهجمات المرتدة والتي كما نلاحظ غابت تمامًا عن أداء الروسونيري هذا الموسم سوى في لحظات نادرة رغم أن الفريق احتاجها في بعض المباريات خاصة الأوروبية.


مع كارلو أنشيلوتي كانت الهجمة المرتدة هي السلاح الأخطر للميلان، كان الفريق يتقدم بهدف فيهدأ الجمهور وينتظر الثاني والثالث لكن مع أليجري يعتمد الفريق على سياسة جديدة هي الضغط بقوة وإحراز هدف وإثنين بسرعة وذلك ممتاز جدًا لكن أحيانًا لا يمكن تطبيقه خاصة في المباريات الكبيرة والصعبة ولذا تكون الحاجة لأسلوب دفاعي وهجمات مرتدة في المباراة أو جزء منها ... هذا غير موجود.

وإن كان علينا التماس بعض العُذر للمدرب كون الفريق يفتقد للاعب الوسط المهاجم السريع القادر على الانطلاق بالكرة (كاكا أنشيلوتي) ويفتقد كذلك للمهاجم المتحرك السريع (شيفا أنشيلوتي) خاصة أن إبرا لا يتمتع بسرعة كبيرة في الانطلاق ويُحب أن يهدأ على الكرة وينتظر زملاءه.

2- التعجل في إشراك المصابين.

موسم إصابات الميلان كارثي وغريب جدًا، لكن المدرب شارك في الأمر بطريقة مباشرة حين تعجل إشراك بعض اللاعبين رغم عدم جاهزيتهم بشكل كامل وهو ما تسبب في غيابهم لفترات أطول، والحديث تحديدًا عن إشراك بواتينج أمام اليوفنتوس في ذهاب السيريا آ وعن إشراك تياجو سيلفا أمام روما وإشراك باتو أمام البارسا .... نعم، الجهاز الطبي يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية لأنه منح الإذن باستخدام اللاعبين لكن أيضًا المدرب يتابع ويرى وعليه أن يكون أكثر صبرًا على المصابين.

3- نقل أنتونيو نوتشيرينو للجانب الأيمن من الوسط.

http://u.goal.com/172600/172637hp2.jpg


بدأ نوتشيرينو مسيرته مع الميلان في الجانب الأيمن ولم يظهر جيدًا وتحدثت للأصدقاء وقلت لهم انتظروه حين يلعب في اليسار - كما مع باليرمو- لأنه أفضل كثيرًا، حدث بالفعل وانتقل اللاعب بشيء من الصدفة بعد الإصابات الكثيرة وكان الأداء الملفت جدًا خاصة هجوميًا ولا أفضل من الأهداف ليتحدث عن ذلك.

حدثت الإصابات فيما بعد وتم إعادة نوتشيرينو للجانب الأيمن قبل أن يُواصل أليجري الاعتماد عليه هناك .... ذلك كان قرارًا خاطئًا تمامًا، لأنه أوجد لدينا لاعب عادي في الجانب الأيمن هو نوتشيرينو وفي نفس الوقت أضعف الجبهة اليسرى كثيرًا لأن كل من لعب بها سواء سيدورف أو مونتاري أو إيمانويلسون لم يصل بمستواه إلى نوتشيرينو، كان الأفضل الحفاظ على قوة الجبهة اليُسرى بالدولي الإيطالي ووضع أي لاعب في الجانب الأيمن حتى لو لم يؤد بشكل جيد نكون على الأقل ربحنا جبهة متحركة ونشيطة هجوميًا .... إبعاد أنتونيو عن اليسار ساهم في تراجع مستواه وتراجع الإضافة التي كان يقدمها لوسط الروسونيري هجوميًا.

5- الاعتماد على 4-3-1-2 رغم عدم وجود صانع ألعاب.

هي نقطة مرتبطة بالسابقة، أصيب بواتينج وفشل إيمانويلسون وكان من الصعب الوثوق بأكويلاني وسيدورف .... لماذا الإصرار على اللعب بصانع ألعاب؟

كان الأفضل من المدرب إيجاد حلول تكتيكية أخرى تُناسب قدرات الفريق كاللعب بطريقة 4-3-2-1 مثلًا واستخدام مهاجمي طرف مثل روبينهو والشعراوي، أو اللعب بطريقة 4-4-2 والاعتماد على جناحين مثل أباتي وإيمانويلسون في الوسط وخلفهما أنتونيني وزامبروتا أو بونيرا في الأظهرة، أو اللعب بطريقة 3-5-2 والاعتماد على انطلاقات الأجنحة ولاعبي الوسط نوتشيرينو وأكويلاني ... حلول كثيرة كانت موجودة وكان يجب منحها الفرصة وتجربتها لعل وعسى تنجح وتخلق أسلوب لعب جديد ومريح للاعبين ومناسب لقدراتهم.

4- الاعتماد على إيمانويلسون في مركز صانع الألعاب.

http://u.goal.com/165500/165557_news.jpg


أليجري لديه أفكار واضحة في مركز صناعة اللعب، هو لا يريد صانع ألعاب كلاسيكي يُمرر ويصنع ويكون مسؤولًا عن المنظومة الهجومية بل يريد لاعبًا يمتاز بالقدرات الدفاعية ويساهم في المنظومة الدفاعية للفريق ولذا كان اختياره لبواتينج في هذا المركز.

أصيب بواتينج، وكان الحل أمام المدرب هو إيمانويلسون وقد منحه عديد عديد الفرص ولكن الهولندي أثبت وأظهر أنه لا يستحق أبدًا تلك الفرص ... نعم، تألق في مباراة أو اثنتين أو ثلاثة لكن بشكل عام فشل في 90% من المباريات وكان الحلقة الأضعف في هجوم الفريق والأرقام خير دليل.

لاعب أياكس السابق لم يصنع سوى هدف واحد !! ولم يُسجل سوى هدفين !! وهي أرقام سيئة ومخجلة جدًا للاعب يُفترض أنه يلعب خلف المهاجمين !، كان الأفضل منح الفرصة للاعبين آخرين مثل سيدورف أو أكويلاني أو الشعراوي، خاصة أن إيمانويلسون يُجيد في مراكز أخرى أهمها الظهير الأيسر وقد أظهر ذلك في شوط وحيد لعبه في هذا المركز ... لماذا ذلك العناد يا أليجري؟ عناد كان على حساب الفريق واللاعب.

6- التأخر في التغييرات.

تحدثنا كثيرًا عن تلك السلبية في عديد المباريات، كثيرًا ما يؤخر أليجري التغييرات رغم حاجة الفريق لها سواء دفاعيًا أو هجوميًا.

المدرب سُئل عن الأمر فأجاب أنه لا يحب التدخل في الفريق خوفًا من التأثير سلبًا على آلية عمله، ذلك أمر جيد جدًا لكن أحيانًا يكون التغيير ذو أثر إيجابي ومطلوب ومهم جدًا خاصة إن كان الأمر يتعلق بتغيير لاعب بلاعب في نفس المركز نظرًا لعدم تقديم الأول الأداء المطلوب.

7- المبالغة بالاعتماد على روبينهو وإهمال بقية الخيارات.

http://u.goal.com/159200/159233_hp.jpg


أجاد روبينهو في مباريات وكان سيئًا جدًا في مباريات أخرى، لكنه على الأغلب لم يفقد مركزه الأساسي في الفريق وذلك كان مؤثر سلبي في العديد من المباريات.

روبينهو يُجيد التحرك دون كرة بامتياز كبير ويُساهم في الجانب الدفاعي، لكنه يفتقد للإيجابية في اللمسة الأخيرة وذلك يُضيع على الفريق فرصًا كثيرة ومهمة تؤثر على نتائج المباريات مثلما حدث أمام برشلونة مثلًا في ذهاب دوري الأبطال .... الغريب أن هناك خيارات في الخارج تستحق الفرصة، ولو جزء من الفرصة، مثل إنزاجي وماكسي لوبيز خاصة أن الإيطالي يمتلك من الخبرة والشخصية ما يؤهله للعب دور مهم وأمامنا مثال دل بييرو في اليوفنتوس وأن الأرجنتيني كلما يُشارك يُجيد للغاية ويقدم أداءًا مميزًا والأهم أن أحد الثنائي يُناسب طريقة لعب إبراهيموفيتش أفضل من البرازيلي وهذا ما قاله السويدي في الموسم الماضي حين قال أنه يُفضل اللعب بجانب إنزاجي عن البرازيليين والأمر لا يعود لأمور شخصية بل فنية بحتة.

8- عدم استغلال الكرات الثابتة خاصة الركنيات.

سنحت للميلان هذا الموسم 206 ركنية لكنه لم يُسجل منها سوى 5 أهداف أي نسبة نجاح 3% فقط، نسبة ضئيلة للغاية وغريبة كثيرًا خاصة مع توفر أكثر من لاعب في الفريق يُجيد الكرات الهوائية مثل نيستا وسيلفا ويبيس ومكسيس وإبرا وأكويلاني وأمبروزيني.

الخطأ باعتقادي في طريقة تنفيذ الركنية، لأنها غالبًا تُلعب قصيرة لتبدأ هجمة جديدة أحيانًا تكتمل وأحيانًا كثيرة تضيع !!، بجانب أن مُنفذ الكرة الثابتة لا يتمتع بالقدرة الكاملة على لعبها بالطريقة المطلوبة وهو دومًا ما يكون إيمانويلسون أو روبينهو وأحيانًا سيدورف، الغريب أن الميلان لديه أحد أفضل من يُنفذ الركنيات والتمريرات العرضية في إيطاليا وهو أكويلاني لكنه لا ينفذ الركنية سوى نادرًا !! على أليجري إعادة النظر في طريقة لعب الركنيات حتى تتم الاستفادة الكاملة منهم.


تلك كانت الأخطاء الأهم التي أرى أليجري وقع بها خلال الموسم الحالي وأثرت على عروض ونتائج الميلان سواء محليًا أو قاريًا، هي أخطاء لا تقلل أبدًا من قيمة المدرب أو عمله وجهده الواضح مع الفريق خاصة بالمقارنة مع الإصابات والظروف الصعبة التي تحدثنا عنها ...... تحدثنا في السابق عن أنتونيو كونتي وسلبيات مسيرته مع اليوفنتوس والآن نتحدث عن أليجري وفي الحالتين لا تُقلل تلك السلبيات أبدًا من المدربين وأنهما قاما بعمل رائع هذا الموسم

المصدر

تم التعديل
وآآآآ سف على الخطأ

تحليل منطقي
مشكور ع الخبر
تسلم

مشكور ع الخبر
واصل:wink: