الموضوع: رحم الله عمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2010, 06:11 PM   #1
farah
+: [ VIp ] :+
Mlle.La joie


الصورة الرمزية farah
farah غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11794
 تاريخ التسجيل :  Sep 2009
 العمر : 32
 أخر زيارة : 04-24-2016 (12:27 PM)
 المشاركات : 2,275 [ + ]
 التقييم :  1177
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
 اوسمتي
:: شكر وتقدير من الأدارة :: عضوه متميزة 
لوني المفضل : Black

اوسمتي

Smile رحم الله عمر







أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من

البادية فأوقفوه أمامه

‏قال عمر: ما هذا

‏قالوا : يا أمير المؤمنين، هذا قتل أبانا



‏قال: أقتلت أباهم ؟

‏قال: نعم قتلته !

‏قال : كيف قتلتَه ؟

‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً وقع على رأسه فمات...

‏قال عمر : القصاص .... الإعدام

قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟

‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله،

ولو كان ‏ابنه ‏القاتل، لاقتص منه ...



‏قال الرجل : يا أمير

المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في

البادية، فأُخبِرُهم ‏بأنك

‏سوف تقتلني، ثم أعود إليك،

والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا





قال عمر : من يكفلك

أن تذهب إلى البادية، ثم تعود إليَّ؟





‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا

يعرفون اسمه، ولا خيمته ، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله

فكيف يكفلونه، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض، ولا على ناقة، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..



‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن

أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة، وعمر مُتأثر لأنه ‏وقع في حيرة، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة، فيضيع دم المقتول، وسكت الناس، ونكّس عمر رأسه ‏، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟



‏قالا : لا، من قتل أبانا لا بد

أن يُقتل يا أمير المؤمنين..

‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!



‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته

وزهده ، وصدقه ،وقال:

‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله

‏قال عمر : هو قَتْل، قال :ولو كان قاتلا!





‏قال: أتعرفه ؟



‏قال: ما أعرفه.

قال : كيف تكفله؟





‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين، فعلمت أنه لا يكذب وسيأتي إن شاء‏الله .





‏قال عمر : يا أبا ذرّ، أتظن أنه

لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!



‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...



‏فذهب الرجل، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع ‏أطفاله وأهله، وينظر في أمرهم بعده، ثم يأتي، ليقتص منه لأنه قتل .....





‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر

الموعد، يَعُدّ الأيام عداً.

وفي العصر‏نادى ‏في المدينة :

الصلاة جامعة ، فجاء الشابان

واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر

‏وجلس أمام عمر.

قال عمر: أين الرجل ؟

قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!



‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس،

وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكت‏ الصحابة واجمين، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.



‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد ‏لكن هذه شريعة، لكن هذا منهج، لكن هذه أحكام ربانية، لا يلعب

بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في

الأدراج لتُناقش صلاحيتها، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس، وفي مكان دون مكان...

‏وقبل الغروب بلحظات.... وإذا بالرجل يأتي

فكبّر عمر وكبّرالمسلمون‏معه





‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!





‏قال: يا أمير المؤمنين، والله

ما عليَّ منك ولكن عليَّ من

الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية، وجئتُ لأُقتل..

وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس

فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟



فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس





‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟



‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه

يا أمير المؤمنين لصدقه..

وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !

‏قال عمر : الله أكبر، ودموعه تسيل على لحيته .....





‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان

على عفوكما

وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ

‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته

وجزاك الله خيراً أيها الرجل

‏لصدقك ووفائك ...

‏وجزاك الله خيراً يا أمير

المؤمنين لعدلك و رحمتك....

‏قال أحد المحدثين :

والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت

سعادة الإيمان ‏والإسلام

في أكفان عمر!!.

_,_._,___

لا تنسونا ووالدينا من صالح دعائكم



سبحن الله وبحمده سبحن الله العظيم سبوح قدوس رب الملائكة و الروح

vpl hggi ulv



 

رد مع اقتباس