عرض مشاركة واحدة
قديم 01-24-2012, 03:05 PM   #16
Rakan Mata
تشيلساوي متطور
الا ليت الزمان يعود يوماً


الصورة الرمزية Rakan Mata
Rakan Mata غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27993
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 العمر : 34
 أخر زيارة : 04-24-2014 (05:18 AM)
 المشاركات : 286 [ + ]
 التقييم :  1531
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





أبو ذر الغفارى
رضي الله عنه
" ما أقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء
أصدق لهجة من أبي ذر"
حديث شريف

مــن هــو ؟

هو جندب بن جنادة من غفار ، قبيلة لها باع طويل في قطع الطريق ، فأهلها
مضرب الأمثال في السطو غير المشروع ،

انهم حلفاء الليل ، والويل لمن يقع في أيدي أحد من غفار ...

ولكن شاء المولى أن ينير لهذه القبيلة دربها بدأ
من أبي ذر - رضي الله عنه - ، فهو ذو بصيرة ، و ممن يتألهون في الجاهلية
ويتمردون على عبادة الأصنام ، ويذهبون الى الايمان باله خالق عظيم ، فما ان سمع عن الدين الجديد حتى شد الرحال الى مكة ...

اسلامه


ودخل أبو ذر - رضي الله عنه - مكة متنكرا ، يتسمع الى أخبار أهلها والدين الجديد ، حتى وجد الرسول في صباح أحد الأيام جالسا ، فاقترب منه وقال ( نعمت صباحا يا أخا العرب ) ...
فأجاب الرسول
( وعليك السلام يا أخاه ) ...
قال أبوذر ( أنشدني مما تقول ) ...
فأجاب الرسول
( ما هو بشعر فأنشدك ، ولكنه قرآن كريم ) ...
قال أبوذر ( اقرأ علي ) ...
فقرأ عليه وهو يصغي، ولم يمض غير وقت قليل حتى هتف أبو ذر
( أشهد أن لا اله الا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) ...

وسأله النبي
( ممن أنت يا أخا العرب ) ...
فأجابه أبوذر ( من غفار ) ...
وتألقت ابتسامة واسعة على فم الرسول ، واكتسى وجهه بالدهشة والعجب ، وضحك أبو ذر فهو يعرف سر العجب في وجه الرسول الكريم ، فهو من قبيلة غفار ...
أفيجيء منهم اليوم من يسلم ؟! ...
وقال الرسول
( ان الله يهدي من يشاء ) ...
أسلم أبو ذر من فوره ،
وكان ترتيبه في المسلمين الخامس أو السادس ، فقد أسلم في الساعات الأولى للاسلام ...

تمرده على الباطل

وكان أبو ذر - رضي الله عنه - يحمل طبيعة متمردة ، فتوجه للرسول
فور اسلامه بسؤال ( يا رسول الله ، بم تأمرني ؟) ...
فأجابه الرسول
( ترجع الى قومك حتى يبلغك أمري ) ...
فقال أبو ذر
( والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالاسلام في المسجد ) ...
هنالك دخل المسجد الحرام ونادى بأعلى صوته
( أشهد أن لا اله الا الله .. وأشهد أن محمدا رسول الله ) ...
كانت هذه الصيحة أول صيحة تهز قريشا ، من رجل غريب ليس له في مكة نسبا ولا حمى ، فأحاط به الكافرون وضربوه حتى صرعوه ، وأنقذه العباس عم النبي بالحيلة فقد حذر الكافرين من قبيلته اذا علمت ، فقد تقطع عليهم طريق تجارتهم ، لذا تركه المشركين ، ولا يكاد يمضي يوما آخر حتى يرى أبو ذر - رضي الله عنه - امرأتين تطوفان بالصنمين ( أساف ونائلة ) وتدعوانهما ، فيقف مسفها مهينا للصنمين ، فتصرخ المرأتان ، ويهرول الرجال اليهما ، فيضربونه حتى يفقد وعيه ، ثم يفيق ليصيح - رضي الله عنه - مرة أخرى ( أشهد أن لا اله الا الله .. وأشهد أن محمدا رسول الله ) ...

اسلام غفار

ويعود - رضي الله عنه - الى قبيلته ، فيحدثهم عن رسول الله وعن الدين الجديد ، وما يدعو له من مكارم الأخلاق ، فيدخل قومه بالاسلام ، ثم يتوجه الى قبيلة ( أسلم ) فيرشدها الى الحق وتسلم ، ومضت الأيام
وهاجر الرسول الى المدينة ، واذا بموكب كبير يقبل على المدينة مكبرا ، فاذا هو أبو ذر - رضي الله عنه - أقبل ومعه قبيلتي غفار و أسلم ، فازداد الرسول
عجبا ودهشة ، و نظر اليهم وقال
( غفار غفر الله لها ... وأسلم سالمها الله ) ...
وأبو ذر كان له تحية مباركة من الرسول الكريم حيث قال ( ما أقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء ، أصدق لهجة من أبي ذر )...

غزوة تبوك

وفي غزوة تبوك سنة 9 هجري ، كانت أيام عسرة وقيظ ، خرج الرسول وصحبه ، وكلما مشوا ازدادوا تعبا ومشقة ، فتلفت الرسول الكريم فلم يجد أبا ذر فسأل عنه ، فأجابوه ( لقد تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره ) ...
فقال الرسول
( دعوه ، فان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم ،
وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه ) ...
وفي الغداة ، وضع المسلمون رحالهم ليستريحوا ،
فأبصر أحدهم رجل يمشي وحده ، فأخبر الرسول ،
فقال الرسول ( كن أبا ذر ) ... وأخذ الرجل بالاقتراب فاذا هو أبو ذر - رضي الله عنه - يمشي صوب النبي ، فلم يكد يراه الرسول حتى قال ( يرحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده ) ...

وصية الرسول له

ألقى الرسول على أبا ذر في يوم سؤال ( يا أبا ذر ، كيف أنت اذا أدركك أمراء يستأثرون بالفيء ) ...
فأجاب قائلا ( اذا والذي بعثك بالحق ، لأضربن بسيفي ) ...
فقال له الرسول
( أفلا أدلك على خير من ذلك ؟ ... اصبر حتى تلقاني ) ...
وحفظ أبو ذر وصية الرسول الغالية فلن يحمل السيف بوجوه الأمراء الذين يثرون من مال الأمة ، وانما سيحمل في الحق لسانه البتار ...

جهاده بلسانه

ومضى عهد الرسول ومن بعده عهد أبو بكر وعمر- رضي الله عنهما - ، في تفوق كامل على مغريات الحياة وفتنتها ، وجاء عصر عثمان - رضي الله عنه - وبدأ يظهر التطلع الى مفاتن الدنيا ومغرياتها ، و تصبح السلطة وسيلة للسيطرة والثراء والترف ، رأى أبو ذر ذلك فمد يده الى سيفه ليواجه المجتمع الجديد ، لكن سرعان ما فطن الى وصية رسول الله
" وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ " ...
فكان لابد هنا من الكلمة الصادقة الأمينة ، فليس هناك أصدق من أبي ذر لهجة ، وخرج أبو ذر الى معاقل السلطة والثروة معترضا على ضلالها ، وأصبح الراية التي يلتف حولها الجماهير والكادحين ، وذاع صيته وهتافه يردده الناس أجمعين : ( بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة ) ...



يتبع



 

رد مع اقتباس