وقال سهل التستري : من طعن في الحركة - يعني : في السعي والكسب - فقد طعن في السنة ،
ومن طعن في التوكل ، فقد طعن في الإيمان ،
وفي حديث جابر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، خذوا ما حل ودعوا ما حرم )) .
وقال عمر : بين العبد وبين رزقه حجاب ، فإن قنع ورضيت نفسه ، آتاه رزقه ، وإن اقتحم وهتك الحجاب ، لم يزد فوق رزقه .
وقال بعض السلف : توكل تسق إليك الأرزاق بلا تعب ، ولا تكلف .
قال سالم بن أبي الجعد : حدثت أن عيسى - عليه السلام - كان يقول : اعملوا لله ولا تعملوا لبطونكم ، وإياكم وفضول الدنيا ، فإن فضول الدنيا عند الله رجز ، هذه طير السماء تغدو وتروح ليس معها من أرزاقها شيء ، لا تحرث ولا تحصد الله يرزقها ، فإن قلتم : إن بطوننا أعظم من بطون الطير ، فهذه الوحوش من البقر والحمير وغيرها تغدو وتروح ليس معها من أرزاقها شيء لا تحرث ولا تحصد ، الله
يرزقها . خرجه ابن أبي الدنيا .
|