09-11-2012, 09:34 PM
|
#1
|
تشيلساوي مبتدئ
.o.O][ Mohammed ][O.o
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 11403
|
تاريخ التسجيل : Aug 2009
|
أخر زيارة : 08-17-2014 (09:50 AM)
|
المشاركات :
62 [
+
] |
التقييم : 50
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
اوسمتي
|
|
لوني المفضل : Purple
|
|
o?°'¨ ( ! ..التناقض في القرآن.. ! ) ¨'°?o
بسم الله وعلى بركة الله أبدأ:
التناقض ( 1 ) :
" هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الأرضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "
[ البقرة : 29 ]
" أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أم السَّمَاء بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالأرضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا ما ءهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ "
[ النازعات : 27 \ 33 ]
في الآية الأولى: خلق الله الأرض ثم صعد إلى السماء فخلقها..
أما الآية الثانية: فقد خلق السماء ثم هبط إلى الأرض فدحاها..
فما الصحيح يا ترى ، أم إن الرّب نسى أجندة أعماله وترتيب أولوياته …!
الرد:
يبدو أن الأخ متحمس جداً في سرده للشبهة، ونسي بأن التحمس الزائد يوقعه في أخطاء كثيرة...
لنعيد قراءة الآيات بتأن وبتدبر مرة أخرى:
" هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الأرضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "
[ البقرة : 29 ]
وفي سورة فصلت أيضاً:
" قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ "
[ فصلت : 9 \ 12 ]
ونعد الآن إلى سورة النازعات:
" أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أم السَّمَاء بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالأرضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا ما ءهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ "
[ النازعات : 27 \ 33 ]
وسترى معي الخطأ الذي تسرع به الأخ..
فقد خلط خلطاً عظيماً بين كلمة " خلق " وبين كلمة " دحا "، والواضح أنه لم يطلع على تفسير تلك الكلمة " دحا "
المعروف أن الخلق هو الإيجاد من العدم..
أما الدحو فهو معنى البسط، ولا يكون البسط إلا لشيء قد وجد سابقاً..
وبذلك فيكون ترتيب الخلق من الآيات كالتالي:
1- " خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الأرضِ جَمِيعاً "
2- " وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا "
3- " ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ "
4- " وَالأرضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا "
5- " أَخْرَجَ مِنْهَا ما ءهَا وَمَرْعَاهَا "
بعد أن خلق الله الأرض، قدر فيها أرزاق العباد، ثم صعد إلى السماء وقضاهن سبع سماوات في يومين،
ثم عاد إلى الأرض ليبسطها ويمهدها، ويخرج منها المياه والمرعى ويرسي عليها الجبال..
ولهذا القول ذهب إليه ابن عباس وابن عاشور في كتاب " التحرير والتنوير "
وبذلك نجد بأنه لا يوجد أي تناقض بين الآيات، سوا أن الأخ قد غفل عن تفسير كلمة " دحا " !
***
التناقض ( 2 ) :
" يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ "
[ السجدة : 5 ]
" تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ "
[ المعارج : 4 ]
ألف سنة أم خمسون ألف …؟؟؟
الرد:
هذه الشبهة لا يكاد يخلو منها موقع يهاجم القرآن وأهله، ونقرأها في جميع كتب ومقالات الشبه حول القرآن...
وقد رد عليها الشيخ صبرى عسكر في محاضرة بغرفة " الرد علي شبهات النصارى " بالبال توك،
أورد رده مختصراً:
بأن الأيام عند الله مخلتفة، وأن يوم القيامة يوم مخصوص خص الله ذكره في سورة المعارج، وخص مدته:
" تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ "
أما في قوله تعالى:
" يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ "
فهي طول سائر الأيام عند الله تعالى، ألف سنة مما نعد كيوم واحد عند الله.
ومعلوم أن الأيام على الكواكب تختلف بحسب حجمها وحركتها،
فما الذي يمنع أن يكون يوم القيامة أطول من سائر الأيام.
***
التناقض ( 3 ) :
" وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ "
[ الأنبياء : 30 ]
" وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نَارٍ"
[ الرحمن : 15 ]
" قَالَ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ "
[ الأعراف : 12 ]
،
ولكن باعتبار أن الجان من الكائنات الحية، فهل خلقها الله من ماء أم من نار كما ذكر في الآية الثانية والثالثة؟؟؟
وكما نعلم فالنار والماء لا يمتزجان ولا يجتمعان ، وهذا تناقض واضح .
الرد:
صيغ العموم في اللغة العربية ليست دائما على إطلاق عمومها ، فقد تكون مخصوصة، بل قال أهل العلم : إن أكثر عمومات القرآن مخصوصة !!.
وقد جاءت صيغة العموم ( كل ) في بعض الآيات ، ولم تدل على العموم المطلق،
وذلك في قوله تعالى عن الريح التي أرسلها لإهلاك قوم عاد :
" تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ "
[ الأحقاف : 25 ]
ومن المعلوم أن الريح لم تدمر السماء ولا حتى المساكن
وقوله تعالى عن ملكة سبأ :
" إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ "
[ النمل : 23 ]
وعرفنا أن ملكة سبأ لم تؤت ما أوتيه النبي سليمان عليه السلام .
وقوله تعالى:
" هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ "
[ القصص : 88 ]
ونعلم بأن الحور العين والولدان المخلدون والجنة والنار لا يهلكون ولا يفنون !
وعلى هذا ينبغي فهم صيغ العموم في القرآن ، لأنه نزل بلسان عربي مبين ، والعرب تطلق صيغ العموم كثيرا ، وهي تعلم أن ثمة بعض المخصوصات .
فكذلك قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ )
ينبغي تخصيصه بالملائكة ، فإنها قد خلقت من نور ، ولا تحتاج إلى الماء ، ويبقى الجن أيضا في دائرة احتمال التخصيص .
وبهذا يظهر التوافق وعدم التناقض بين الآيات .
يقول الألوسي في "روح المعاني" (7/36) :
" ولا بد من تخصيص العام ، لأن الملائكة عليهم السلام وكذا الجن أحياء ، وليسوا مخلوقين من الماء "
انتهى .
وانظر "البحر المحيط" لأبي حيان (8/327) .
***
التناقض ( 4 ):
" إِذْ قَالَ مُوسَى لأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ "
[ القصص : 6 \ 8 ]
" فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بَأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّـكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الوَادِ الأَيْمَنِ فِي البُقْعَةِ المُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ "
[ القصص : 29 \ 30 ]
"وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ المُقَدَّسِ طُوًى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي "
[ طه : 9 \ 14 ]
وهنا نجد التناقض في أقوال موسى لأهله رغم أن الموقف والحال واحد :
" إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ " [ النمل : 7 ]
" إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى" [ طه : 10 ]
" إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّـكُمْ تَصْطَلُونَ " [ القصص : 29 ]
الرد:
من بلاغة القرآن الكريم بأنه لا يسرد لك القصة بالتفاصيل المملة كما يسردها " الكتاب المكدس " لديهم!
وإنما هدف الطرح هو بيان ما حدث والعبرة وأخذ الموعظة منها.
ويبدو أن الأخ قد نسي وترك الهدف من هذا الاختلاف الذي يراه...
فمن البلاغة والتحدي في القرآن، بأن الله سرد قصة موسى " وسائر القصص القرآني " أكثر من مرة، وبأكثر من سورة، بل وحتى بأكثر من صيغة وأسلوب..
ولا توجد هناك قصة تشبه أختها في قوة الأسلوب وجزالة اللفظ، علماً بأن القصة واحدة، والمعنى والمغزى واحد..
ولا يوجد بشر على وجه الأرض يستطيع تأليف ذات القصة بأكثر من أسلوب، دون أن يخل بقوة الأخريات.
وفي هذا تحدي من الله للبشر بأن يأتوا بمثل هذا القرآن:
" قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا "
[ الإسراء : 88 ]
" فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ "
[ البقرة : 24 ]
***
التناقض ( 5 ):
" وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ "
[ الأعراف : 82 \ 84 ]
" وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ " .
[ العنكبوت : 28 \ 30 ]
فما الذي قاله قوم لوط إلى نبيهم؟
" أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ "
[ الأعراف : 82 ]
" ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ "
[ العنكبوت : 29 ]
الرد:
يحتمل في هذا رأيين..
أحدهما :
: ما حملته في قصة موسى، وأن الهدف هو المغزى، وتحدي للبشر بأن يأتوا بمثله بنفس قوته وجزالته.
وأن الهدف هو المغزى، وتحدي للبشر بأن يأتوا بمثله بنفس قوته وجزالته.
الآخر :
بأن لوطاً لم يلبث مع قومه يوماً واحداً، ولم يدعوهم في مجلس واحد..
بل تكرر ذلك تكراراً ومراراً، فكما لبث نوح في قومه مئات السنين، فكذلك لوط، وإن لم يكن مئات، فلتكن عشرات السنين وهو يدعوهم ليصرفهم عن تلك الفاحشة..
وفي كل مرة يجدد أسلوبه بنصحهم،
وهم بدورهم يردون عليه بأكثر من طريقة،
فتارة قالوا : " أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ " [ الأعراف : 82 ]
ليتحاشوا بذلك السماع إلى مواعظه وتذكرته.
وقالوا مرة أخرى: " ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ " [ العنكبوت : 29 ]
استكباراً وتكبراً وعناداً...
ولا تناقض بين القولين!
***
التناقض ( 6 ):
" وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ"
[ الأنبياء : 76 ]
ذكر الله هنا بأن جميع أهل نوح قد نجوا من الطوفان..
ولكن في الآية الثانية:
" قَالَ سَآوي إلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ "
[ هود : 43 ]
ذكر بأن أحد أولاده غرق!
الرد:
في هذه الآية أطلق الله كلمة " الأهل " على المؤمنين من أهل نوح فقط..
" حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ "
وأهلك : أي المؤمنون من أهلك،، واستثنى الكافرين من " أهلك "
فابن نوح من هذا الاستثناء لقوله تعالى:
" قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ "
وليس ذلك لأنه ليس أبنه حقيقة، ولكن لكفره وتكبره، فاستحق الغرق مع الكافرين.
وقد تأتي كلمة " الأهل " بمعنى " المؤمنون "، وذلك في قوله تعالى:
" وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنْ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ "
[ الصافات : 75 \ 76 ]
***
التناقض ( 7 ):
" وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمْ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ "
[ الأنعام : 22 \ 23 ]
" يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا "
[ النساء : 42 ]
ففي الآية الأولى نرى انهم كتموا وفي الثانية انهم لا يكتمون …!
الرد:
نعود لآية سورة الأنعام مرة أخرى:
" وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمْ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ "
[ الأنعام : 22 \ 23 ]
حين يبعثهم الله يوم القيامة ويوبخهم على إشراكهم به ما ليس لهم به علم، يحلفون له بأنهم ما كانوا مشركين، ظناً منهم أنهم قادرون على النجاة والخلاص إن كذبوا على رب العباد!
وهو موافق لما قاله الله :
" يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ "
[ المجادلة : 18 ]
لنرجع سوية إلى سورة الأنعام ونقرأ الآية التي تليها:
" انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ "
[ الأنعام : 24 ]
كيف ضل عنهم ما كانوا يفترون؟
يأتينا الجواب في قوله تعالى:
" الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " [ يس : 65 ]
فهم بالبداية كتموا على أنفسهم اعترافهم بالشرك،
ولكن لم يكن ليغني كتمانهم شيئاً، فسرعان ما ختم الله على أفواههم وشهدت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون..
وبذلك يكون قوله تعالى:
" وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا "
***
التناقض ( 8 ):
" وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَالْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ "
[ يونس : 90 \ 92 ]
" وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْألْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لاظُنُّكَ يَامُوسَى مَسْحُورًا قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لاظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنْ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا "
[ الإسراء : 101 \ 103 ]
هل فرعون غرق أم نجا من الغرق؟
أم أن فرعون في الآية الأولى ليس هو ذاته في الآية الثانية؟ ...
الرد:
أمهلوني لحظة حتى أتمالك نفسي من الضحك!
المساكين يحاولون أن يجدوا تناقضاً في القرآن، وبأي وسيلة كانت.. مهما كانت تلك الوسيلة سخيفة!
وأجيبه:
بأن الله أطبق البحر على فرعون فغرق،
ثم أنجى الله بدنه " وهو ميت " ليكون لمن خلفه آية..
ويقال:
بأن الله قد أنجى بدن فرعون حتى لا يُظَن بأن فرعون قد صعد إلى السماء وجلس على كرسي عرشه،
إذ هو معروف زعمهم بأنهم يألهون فرعون، ويعتقدون بإعادة الروح إلى جسده ليصعد إلى مملكته الأبدية!
" إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ "
[ يونس : 66 ]
لذلك تجدهم يقومون بدفن الذهب والمجوهرات بل وحتى الغذاء مع الجثث الفرعونية...
ولكنها لن تغني عنهم من عذاب الله من شيء.
" وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ "
[ غافر : 45 \ 46 ]
***
التناقض ( 9 ):
"وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ "
[ فاطر : 11 ]
" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ "
[ الحجر : 26 ]
" إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ "
[ الصافات : 11 ]
" خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ "
[ الرحمن : 14 ]
تراب ، أم طين لازب أم حمأ مسنون أم ماذا بالضبط …؟؟
الرد:
من أكثر الشبه المتداولة بين المواقع المسيئة للإسلام،
وهي شبهة خلق الإنسان..
ونسوا بأن القرآن يفسر بعضه بعضاً،،
ولا يجوز أن نأخذ بآية ونعمل بها ونغض النظر عن الآيات الأخرى..
بل هي آيات متسلسلة ومتتابعة، كما سنرى:
1- خلق الإنسان من تراب ، لقوله تعالى
" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ"
[ آل عمران : 59 ]
2- ثم جبلت تربتها بالماء فكانت طيناً وفي ذلك يقول رب العالمين :
" هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلا "
[ الأنعام : 2 ]
3- وكان الطين لازباً – أي لاصقاً – وهذا قول الله تعالى:
" إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ "
[ الصافات : 11 ]
4- ثم صار هذا الطين اللازب منتناً، فقال تعالى:
" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ "
[ الحجر : 26 ]
وفي لسان العرب: الحمأ : الطين الأسود المنتن.
5- وكان هذا الطين مخلوطاً بالرمل، فهو صلصال، فإذا جف، فهو الفخار، وهو قوله تعالى:
" خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ "
[ الرحمن : 14 ]
6- هذا خلق آدم، حتى إذا نفخ فيه الروح، جعل أبناء آدم يتكاثرون، وصار خلقهم من الماء وهو المني، وهو قوله تعالى:
" ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ "
[ السجدة : 8 ]
7- " ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ "
[ المؤمنون : 13 \ 14 ]
***
التناقض ( 10 ):
" فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ "
[ الشعراء : 32 ]
" وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ "
[ النمل : 10 ]
في الأولى أصبحت ثعبان ، وفي الثانية مجرد عصا تهتز كأنها جان .. والعصا المهتزة بالطبع ليست ثعبان…!
أليس كذلك …؟
الرد:
لا يا أخي ليس كذلك!
والأمر بسيط وسهل،
فالآية الأولى،
تخبرك عن العصا حين ألقاها موسى ، قد تحولت إلى ثعبان ضخم..
أما الآية الثانية،
تخبرك عن سرعة العصا المتحولة، وهي كسرعة الجان..
فمعجزة إلقاء عصا موسى جمعت بين ثعبان ضخم وكبير وسرعة حركته ونشاطه.
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة Dark Leon ; 09-11-2012 الساعة 09:39 PM
|