ومع بداية المباراة، بدا فالنسيا مندفعاً بشكل مبالغ فيه، فيما بدا ريال مدريد أكثر ثباتاً ونظاماً من فالنسيا الذي غلبت عليه رغبة "الانتقام" من مباراة ذهاب ربع نهائي كأس ملك إسبانيا، ليسقط بشكل مدوي على أرضه.

وأرسل الريال أول إنذار حقيقي لفالنسيا في الدقيقة الثامنة حيث استغل أربيلوا المساحات الشاسعة التي تركها ظهير فالنسيا جواردادو ليتقدم في الجهة اليمنى ويمرر كرة عرضية للحر الطليق هيجواين، إلا أن هذا الأخير أضاع الكرة بغرابة مهدراً أول الفرص الخطيرة في المباراة، لكن سرعان ما تدارك البيبيتا الموقف، وعوض ما فاته دقيقة واحدة بعد ذلك، حيث قاد دي ماريا هجمة مرتدة سريعة في الجهة اليسرى وسط غياب لدفاع فالنسيا، فتوغل في منطقة الجزاء ثم مرر كرة خلفية لهيجواين الذي سجل الكرة هذه المرة معطياً التقدم لفريقه.

بعد ذلك تحكم فالنسيا في مجريات اللقاء وحاول تدارك الموقف بالقيام ببعض المناورات على مرمى كاسياس، إلا أن رجال مورينيو بدوا متراصي الصفوف ومهيئين بطريقة مثالية للمباراة، وكانت أخطر الفرص للخفافيش في الدقيقة 27 عن طريق تينو كوستا الذي انطلق في الجهة اليسرى وسدد كرة علت مرمى كاسياس.

وفي الدقيقة 28 استغل ريال مدريد خطأ من جاجو ليخلق هجمة خطيرة أخرى، حيث مرر أوزيل كرة بينية ارتطمت برامي ثم تحولت إلى المنطلق وحيداً سامي خضيرة والذي حاول وضع الكرة في المرمى إلا أن دييجو ألفيش نجح في صد الكرة وتحويلها لركلة ركنية، وفي الدقيقة 33 أضاع خضيرة فرصة أخرى لإضافة الهدف الثاني بعد أن تألق ألفيش ثانية في صد كرة أخرى له من هجمة مرتدة أخرى.

لكن الريال واصل هجماته وتمكن من تسجيل الهدف الثاني مباشرة بعد ذلك عن طريق دي ماريا من هجمة بدأها كريستيانو رونالدو في الجهة اليسرى، حيث تلاعب بمدافعي فالنسيا قبل أن يمرر كرة على طبق من ذهب لدي ماريا الحر الطليق والذي اكتفى بوضع الكرة في المرمى مضاعفاً تقدم فريقه.

ودقيقة واحدة بعد ذلك، خدم كريستيانو نفسه بنفسه هذه المرة، حيث انطلق في الجهة اليسرى وسط غياب تغطية من دفاع فالنسيا البطيء، فاستغل الدون ذلك وسدد كرة في الزاوية الضيقة التي تأخر دييجو ألفيش في تغطيتها ليتكبد الهدف الثالث مند الدقيقة 34.

وتواصلت المباراة وسط انهيار كبير لفالنسيا ولم تمر أكثر من 5 دقائق قبل أن ينجح الميرنجي في إضافة الهدف الرابع عن طريق كريستيانو رونالدو ثانية من هجمة منسقة رائعة بدأها دي ماريا من الجهة اليسرى بتمريرة عرضية لأوزيل الذي حولها بدوره بطريقة رائعة لكريستيانو، فلم يتردد هذا الأخير في تحويلها للمرمى معمقاً جراح فالنسيا.

ولم يكتف ريال مدريد بهذا الحد، حيث تواصل اكتساح ريال مدريد للمباراة وسط انهيار غريب من فالنسيا، و بدا أن أبسط تمريرة بينية قادرة على ضرب دفاعات فالنسيا، ففي الدقيقة 45 سجل الميرنجي الهدف الخامس عن طريق دي ماريا الذي استغل تمريرة بينية من عازف الليل أوزيل لينفرد بألفيش ويضع الكرة في مرماه من دون مشاكل منهياً شوطاً أولاً رائعاً جداً لرجال مورينيو، وبمثابة كابوس لخفافيش المستايا.

وحاول فالنسيا حفظ ماء وجهه في الشوط الثاني والتقليص من حجم المذلة التي تلقاها خلال الشوط الأول على أرضه وأمام جماهيره، فقام بعدة محاولات، أولاها كان عن طريق بابلو بياتي في الدقيقة 49، حيث سدد هذا الأخير كرة من الجهة اليمنى ارتطمت بالعارضة وتحولت إلى خارج الملعب.

وواصل فالنسيا محاولاته ممنياً النفس بالتسجيل، فحاول تينو كوستا بتسديداته القوية وكاد يسجل في الدقيقة 56 من تسديدة يسارية قوية صدها كاسياس بنجاح، تبعتها تسديدة أخرى من جوناس في الدقيقة 60 مرت فوق المرمى، عقبها نفس اللاعب بتسديدة أخرى في الدقيقة 64 من نفس الجهة، فكان مصيرها نفس مصير الكرة الأولى.