ليـتـنـا نـدرك مـعـنـاها

ليـتـنـا نـدرك مـعـنـاها

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله...
اما بعد :
إن الجهاد هو روح هذه الأمة ، وبه يمكن الله عز وجل لهذا الدين
وبه ترفع الراية ، وتكون العزة لآهله ، وهو ذروة سنام هذا الدين
والمتابع والدارس جيداً للتاريخ منذ القدم ، يجد أنّ نصر الله لعبادة الموحدين عبر القرون والأمم المختلفة كان بالجهاد
فبنو إسرائيل ، مكن الله لهم عن طريق الجهاد
قال تعالي " ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله " إلي أخر الأيات
فتم التمكين بقتال الكفار والظالمين ، وإخلاص الدين لله
وفي أمِتنا ، ما كان التمكين إلا من خلال باب الجهاد
فهذا نبينا صلي الله عليه وسلم يقول
(والذي نفسي بيده! ... بيده! لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل)
وما فتحت الشام ومصر والمغرب والأندلس إلا بالجهاد
وما أنتهت أساطير هرقل ، ومزقت دواوين كسري إلا بسيوف المسلمين

هل فتحت مدينة القدس ، والمسجد الأقصي ، بالمباحثات والمفاوضات .؟
أم أريقت الدماء ، وإخلصت النويا وعلقت القلب بربها !؟

وما عاد فتحها وحررها من جديد إلا صلاح الدين " رحمه الله "
عندما أعلن راية الجهاد ,وأيقظ في الأمة الإسلامية روح الجهاد وأعادها إلى عقيدتها الصحيحة، بعد أن كادت تغرق في بحر لجي من بدع الشيعة وضلالات الباطنية
وما أروع ما قاله في حقه المؤرخ ابن شداد:
(لقد كان حبه للجهاد والشغف به قد استولى على قلبه وسائر جوانحه استيلاءً عظيماً، بحيث ما كان له حديث إلا فيه، ولا نظر إلا في آلاته، ولا كان له اهتمام إلا برجاله، ولا ميل إلا إلى من يذكره ويحث عليه)

وما إن عادت الأمة إلي الشهوات وأتخذت من دون المؤمنين أولياء
حتي سلط الله عليها التتار
فقتلوا وأغتصبوا وأحرقوا وعاثوا في الأرض الفساد
حتي دخلوا دار العاصمة الإسلامية وقتها " بغداد " بمساعدة الرافضي " ابن العلقمي "

فقتلوا الف الف " مليون مسلم " حتي أن الدماءكانت تسيل في طرقات بغداد كاسيل المطر المنهمر ...!
وما سُلط التتار علي المسلمين إلا لأن المسلمين ضعفت في قلوبهم (لا إله إلا الله )

كان المسلم يخاف من التتري أشد الخوف ، حتي أن الأم كانت إذا غضبت من إبنها
كانت أقصي وأقسي دعوه تقول " أبتلاك الله بتتري "
كان الرجل من التتار إذا أستوقف جمع من المسلمين في طريق يقول لهم
قفوا مكانكم حتي أذهب إلي البيت فأتي بسيفي كي أقتلكم
فلا يحركوا ساكناً ولا يتحركوا ، حتي يرجع إليهم فيذبحهم واحداً واحداً وهم ينظرون !
ومع ذلك ، قيض الله في هذه الأمة من يُحيي روح الجهاد ، ويبث فيها العقيدة الصحيحة
مرة أخري ، والعودة إلي منهاج السلف وما كان عليه النبي صلي الله عليه وسلم وصحابته

حتي أن شيخ الإسلام ابن تيمية ( رحمه الله ) قال
والله لينصرنا الله تحقيقاً لا تعليقاً

فعادت الأمة إلي " الفريضة الغائبة " وما أن تمسكت بها ، حتي علي شأنها
ونصرها الله علي عدوها
فأنتصر المسلمين علي التتار ، ومكن الله لهذا الدين من جديد
وأنتهي وأندحر التتار إلي الأبد

إن هذا الدين روحه وحياته في الجهاد
عزته وتمكين في الجهاد

وها نحن من جديد ، والأيام حبلي ، وتحقق فينا قول النبي صلي الله عليه وسلم

عن الامام أحمد في مسنده وابو داود في سننه وابو نعيم في حليته من حديث ثوبان (رضي الله عنه) انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
(يوشك ان تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الاكلة على قصعتها، قالوا: اومن قلة يارسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم): بل انتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب اعدائكم منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : حب الدنيا وكراهية الموت)

فدمائنا أرخص الدماء الأن ، وأعراضنا أرخص الأعراض ، وأطفالنا عبيد !

العجيب أن السبيل والطريق معروف ، ولكننا نصر علي الأعراض
قال تعالي ( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )
روي جملة من المفسرين أن التهلكة ترك بذل المال للجهاد

وأختم بكلمات معدودة كنت قد أسمعت إليها من عشر أعوام وكان هذا في فيلم
" جحيم الروس 3 "
لفضيلةالشيخ/ ناصر بن محمد الأحمد

إن مقدسات المسلمين وديارهم لا يعيدها إلا جهاد صادق في سبيل الله، وإلا فلا نصر ولا كرامة ولا عزة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-:
(إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينـزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) [رواه أحمد وأبو داود]

قال الله تعالى:
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [(39-40) سورة الحـج]
وقال سبحانه:
{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ}
[(111) سورة التوبة]
وعندما يعلن الجهاد الإسلامي الحقيقي عندها ستتغير الموازين، وأكثر ما يرعب الغرب كلمة الجهاد ، لأنهم يدركون معناها.

---

gdJjJkJh kJ]v; lJuJkJhih

بارك الله فيك اخي

جزاك الله خير