لحظة من أدراج القدر ... ليتها لم تكن
الزمن
محال أن يكون سوى مجرد لحظات
الأيام
باهتة . عندما تتركك على أعتاب الذكريات المعتمة
تافهة . عندما تحصرك بين عقارب الساعة المغبرة
جائرة . عندما تشيدك قلعة في ساحة الغربة المظلمة
فتكون ساعاتك إرهاق يظلل الفكر ولهفة تسرق العمر
يخيل إليك أنك من يجري بدقائقها ويعبث بثوانيها
لتكتشف بعد فوات الأوان أنك وحدك من كان يلهث ويدور
في حين كانت ساعاتك منتصبة بكل جبروت
تتغذى على لهث أنفاسك ، ساخرة من شحوب مشاعرك
هازئة من هشاشة الفكرة التي تعتمرها وتطوف بها أرجاء عمرك
يلوح في سمائك ضوء ، يغمرك حدث جميل
يدفئك فيض من عاطفة صادقة
ينهمر الحب مغلفاً بقطرات الندى فترتشفه روحك الظامئة
لتغفو دقيقة
ثم تصحوا عاماً
ثم تموت دهراً
تنسى أن حول معصمك ساعة تطرح من حسابك الوقت
والساعات تنغمس في غمرة اللقاء تعتنق لحظات الشروق
فتعيش العمر كله لحظة
تكون هي العمر تكون هي الشعلة التي توقد إحساسك
وتعيش في مرآة الوهم صورة باهتة
فيتراءى لك الكون حديقة غناء تزدهي عطراً وبهاءاً
فينحسر الوقت من أمامك لتخلد لك هذه اللحظة
تقوى على الأفول .. ثم يطويها الأفول ذاته في التناسي والجحود
ويحيك حولها خيوط غبار تذرو نسماتها الدافئة
فيخبو وميضها وينطفئ مع مرور الوقت وهجها
تأبى نفسك الخضوع تحاول جاهداً نفي ترانيم الظلم والقصور
تصرخ و تستغيث حتى يتلاشى منك الصوت وتختفي الكلمات
عندهـا
تتساقط أوراقك بعد أن أرهقتها رياح التفاؤل
تتساقط بعد أن أذبلها بصيص ضوء لا يروي تعطشها
ليبدأ في حياتك فصل الخريف
تنتزع من بين أحضانك اللحظة فينهار أمامك التحدي
تحجبك ثلوج الهم الجرداء تتراكم قسراً
لِتحوّل دفئُكَ صقيعاً ساخناً لا تحس بعده ولا تنبعث
تبيدك الأوجاع فتتمنى عودة الزمن فقط
لتستأصل اللحظة من دفتر حياتك فتمحو بذلك جراح الحاضر
وتعيد إشراقة المستقبل فهي ذاتها من أحيتك
ولكنها في نفس الوقت أفنتك
رفعتك بيمينها على أكف السرور لتهبط بك بشمائلها إلى هاوية الحزن
على درب السعادة سيرتك راجلاً وبعثت الشقاء فارساً يطاردك
هي من أشربت عيناك النور وهي ذاتها من سَمّلت منك المآقي وشوهت الأحداق
بعثتكَ من بقايا الرماد لتعود وترميك في حضيض الذكريات
وها أنت تصرخ من جوف الألم
تصرخ حتى يَبُحَ منك الصوت .. ألا ليتها لم تكن
تتسلل برفق أشعة النهار تتسرب خيوط الشمس المقصّبة بالذهب
لتبدد أجزاء العتمة رويداً رويدا
فتتفتح الحياة من جديد وتبدأ كرّتها وتعيد
لتخطو الخطوة الأولى في عهد الانتظار
إنتظار زمن يخلو من سطوة الإنكسار
لا تحلق نحو النجوم بجموح
كي لا تكل أجنحتك وتهوي بك إلى قرارة القاع
لا تهيج النسمات الدافئة بحرارة أنفاسك
كي لا تنقلب إعصاراً هائجاً يمزقك
لا تبحر في خطوط المجهول بسذاجة
كي لا يجرفك التيار نحو أعماق الظلام
وإحسب الفرح حلماً أبانه الكَرَى
ولا بد ستخفيه أشباح اليقظة
إحسبه عابر سبيل طرق أبوابكَ في المساء
ولا بُدَ سيرتحل مع قدوم الصباح
gp/m lk H]vh[ hgr]v >>> gdjih gl j;k
|[ آعلآنآت المنتدىآ ]| 
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري