
قد تكون كوبنهاجن حاسمة ليس فقط فيما يتعلق بترشيح مدريد لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2016 ، بل أيضا بالمستقبل السياسي لعمدتها ألبرتو رويز جاياردون ، الرجل الذي يطمح منذ وقت طويل إلى منصب رئيس الحكومة الأسبانية.
يؤكد عمدة العاصمة أنه "لا يوجد ترشيح آخر" بخلاف الأولمبي ووضع اسمه الشخصي مجددا على رأس قائمة الحزب الشعبي المعارض في الانتخابات البلدية لعام 2011 ، وربما لذلك رفض دائما بإصرار الرد على سؤال عما إذا كان يعتزم البقاء في منصبه إذا لم يحقق بعد غد الجمعة مسعاه في العاصمة الدنماركية.
وقال في مقابلة مؤخرا "إذا لم نفز بتنظيم الدورة ، سأكون مدركا أنني لم أكن قادرا على بلوغ الأمر الذي اعتبرته أهم الأولويات".
ويعد جاياردون /50 عاما/ أحد المسئولين الطموحين ، تدين له مدريد بجزء من فضل انضمامها إلى مصاف العواصم الأوروبية الكبرى مثل لندن أو باريس أو روما.
وبين انتقاده البعض له بما يعتبرونه ميلا فيه للعظمة وبين امتداح بعض آخر له بأنه قام بتحديث مدينة حكم عليها بالخسارة دوما في أي سباق ضد برشلونة ، لم يستطع العمدة قط إخفاء طموحه السياسي إلى الوصول يوما ما إلى رئاسة الحكومة.
لكن الأمور كانت دائما صعبة عليه داخل حزبه ، ففي القطاع الأكثر محافظة يتم انتقاده بأنه تقدمي رغم أنه أحد سياسيي الحزب الشعبي الأكثر حصدا للأصوات.
وتناولته التكهنات لخلافة رئيس الحكومة السابق خوسيه ماريا أزنار في رئاسة الحزب الشعبي ، قبل أن يقرر الأخير في النهاية تأييد ماريانو راخوي في محاولة بدت وكانها تهدف إلى إبعاد جاياردون الذي كان يتولى في ذلك الحين رئاسة بلدية مدريد بأغلبية مطلقة في ولايتين ، ليتحول إلى المرشح الأقوى لعمودية العاصمة الأسبانية ، وهو المنصب الذي مرت عليه فيه فترتان أيضا بأغلبية مطلقة.
وعندما وضعت زعامة راخوي محل شك ، حاول جاياردون أخذ موقع الانطلاق ، على الرغم من مضايقات اسبيرانزا أجيري رئيسة بلدية مدريد الحالية الساعية لبلوغ ذات الهدف.
ووقعت واحدة من أسوأ هزائمه السياسية في كانون ثان/يناير عام 2008 ، قبل شهرين من الانتخابات العامة ، عندما رفض رئيس الحزب الشعبي إلحاحه العلني كي يضمه إلى قائمة المرشحين لمناصب نواب البرلمان. وكان على وشك اعتزال السياسة قبل أن يتروى ويواصل.
وبعد إخفاق مدريد في استضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 2012 ، واصل العمل بقوة من أجل بلوغ الهدف في 2016 المشروع الأهم لولايته الحالية. وجاب العالم لتقديم العاصمة الأسبانية كالمدينة الأجدر باحتضان الحدث الكبير. وكلما واتته الفرصة كان يجتمع مع أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية لمحاولة إقناعهم.
وصرح أحد المقربين منه للصحافة الأسبانية مؤخرا "إنه يقدم كل ما لديه ويراهن بكل صورته على هذا المشروع".
لا أحد يجهل إذن أن نجاح مدريد في كوبنهاجن سيعني دعما سياسيا كبيرا لجاياردون ، مع الوضع في الاعتبار بشكل خاص أنه سيتحول رمزيا إلى الرجل الذي هزم العظيم (الرئيس الأمريكي) باراك أوباما ، الذي سيكون في كوبنهاجن هو الآخر للدفاع عن شيكاغو.
وفي حالة فوز راخوي في الانتخابات المقبلة عام 2012 ربما ضمه للحكومة. وفي حالة خسارته ، ستلوح أمام ثاني عمدة يحقق الحلم الأولمبي لأسبانيا بعد باسكوال ماراجال في برشلونة عام 1992 ، فرصة تحويل حلمه برئاسة الحزب ، وربما برئاسة الحكومة ، إلى حقيقة.
لكن لو خسرت مدريد أمام ريو دي جانيرو أو طوكيو أو شيكاغو ، ستسوء الأمور بالنسبة له حتى ولو نفى المحيطون به ذلك.
وقال خوان أنطونيو سامارانش الابن ، العضو الأسباني الوحيد باللجنة الأولمبية الدولية "لا أعتقد على الإطلاق أن كوبنهاجن ستقرر مستقبل العمدة. العمودية قامت بدور كبير ، وصنعت اسما منذ المنافسة على دورة 2012 داخل اللجنة الأولمبية الدولية ، وخلقت علاقات صداقة مع الكثير من أعضائها. وأثبتت قدراتها بصورة جلية".
أما أحد قيادات الحزب الشعبي الإقليمية في مدريد فقال لوسائل إعلام أسبانية إن العمدة "سيكرر ترشيحه لمنصب العمدة وسينتظر. لو فاز راخوي ، سيحاول أن يكون في فريقه. وإذا خسر ماريانو فستكون فرصته الأخيرة لتحقيق حلمه بالوصول إلى قصر مونكلوا" مقر الحكومة الأسبانية.
وفي حالة الخسارة في كوبنهاجن ، سيجد جاياردون كعمدة نفسه أمام دين بقيمة سبعة مليارات يورو بعد أعمال الإنشاءات الضخمة التي شهدتها العاصمة خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
http://www.kooora.com/default.aspx?showarticle=56216
hglsjrfg hgsdhsd gul]m l]vd] lvjik f;,fkih[k