قالت كنت اعيش مع أبنائي.. معززة بينهم.. مكرمة حولهم.. كنت في صحة وعافية..
اذا شكوت من شيء.. سارعوا الى.. وتسابقوا نحوي.. يقضون حاجاتي..
ويلبون
ما أريد.. لم اشعر بتعب وانا بينهم أبداً..
كنت في سعادة غامرة.. ولكن.. الحال لا تدوم
نعم لا تدوم يا بني ...
سكتت برهة.. ثم تابعت: ومع مرور الأيام.. والشهور.. والسنوات..تبدل الحال..
عقني أبنائي.. بدأوا لايسمعون شكواي.. ولا يلتفتون الي..
أصبح كل منهم منشغلا
بهذه الدنيا.. أصبحت عندهم في عداد الموتى..
نسوني.. بل تناسوني.. وكأني لست
أمهم.. ولم أتعب يوما في حملهم ووضعهم..
ولم أسهر على راحتهم..
خفضت رأسها..سقطت دمعة من عينها.. تنهدت..
ثم استمرت تتحدث..
تفرقوا عني.. وتركوني وحيدة.. رفض كل منهم ايوائي..
طردوني بكل وحشية..
خرجت هائمة على وجهي.. في هذا البرد القارس..
لا اعلم الى أين أذهب..
وقفت.. التقطت عصاها تتكئ عليها..
مشت نحو النافذة.. في تثاقل..
ثم تابعت قائلة:
|