منتديات تشلسي للأبد chelsea4ever.net - في الظل... لاعبين مظلمون الى اقصى الحدود

http://www.aljazeerasport.net/Resour...2656734_20.jpg

تردّدت في الآونة الأخيرة على نحو ملحوظ لدى الصحف والمحلّلين كلمات المديح والتبجيل الخاصة ببعض اللاعبين الذين يحتلون صدارة ترتيب الهدافين في البطولات الأوروبية هذا الموسم، وخاصةً الخمسة الكبرى منها: إنكلترا، إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، فرنسا.
ويبدو أنّ هذه الفلسفة قد بدأت تنتقل تدريجياً إلى الشارع الكروي مُتناسين بطريقة أو بأخرى ذِكر صانعي الأهداف أو "بيضة القبّان" كما يحب البعض أن يُسمّيهم، وهو الدور الذي قد يتقنه صانع الألعاب الصريح أو الجناح الهجومي وحتى هدّاف الفريق أحياناً، فغالباً لا ينالون حقّهم الإعلامي والجماهيري، ونجد المتابعين يتجاهلون قيمتهم الفنية مع أنهم عملةً نادرةً في عالم المستديرة ليبقوا بذلك في الظل.
عصر صنّاع النجوم...
ربما يكون الاسم الأفضل لحقبة الفرنسي زين الدين زيدان هو عصر صنّاع النجوم أو الهدافين؛ فقد ساهم "زيزو" في بروز العديد من الهدافين بفضل لمساته المميّزة وحسهم التهديفي العالي، وهو ما جاء على ألسنتهم عند حديثهم عن براعته وقيمته الفنية مراراً وتكراراً، ويأتي في مقدّمة هؤلاء الهدافين البرازيلي رونالدو والفرنسي تيري هنري والإيطالي أليساندر ديل بييرو.

http://www.aljazeerasport.net/Resour...54285580_2.jpg

لذلك كان من الطبيعي حصول النجم الفرنسي على لقب أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات (1998-2000-2003)، فنال صانعو الألعاب حقّهم من التقييم المنطقي والنجومية إلى ما قبل السنوات الأربعة الأخيرة، بعد أن كُرِّموا بأفضل الجوائز الكروية وآخرهم البرازيليين رونالدينو وريكاردو كاكا، فالأول الذي لم يتربّع على صدارة هدافي الدوري في الموسمين اللذين توجّ بهما مع برشلونة الإسباني بلقب الـ"ليغا"، حصل على جائزة أفضل لاعب في العالم (2004 – 2005) بفضل دوره في صناعة الأهداف وتأثيره الواضح في الملعب، وهو ما سمح لزميله الكاميروني صامويل إيتو بالتألق في تلك الفترة.
أما كاكا فقد لمع بريقه مع ميلان الإيطالي موسم (2006-2007) وقاده للتتويج بدوري أبطال أوروبا فنال الجائزة نفسها (2007)، إلا أنّ الحال تبدّل الآن، فبات صانعو الأهداف نجوماً من الدرجة الثانية كما يراهم الكثيرون بعد أن أصبح الهدافون أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة حسب الكثير من الوسائل الإعلامية والمحللين والمشجعين.
ظُلِموا أم أتوا في الزمن الخطأ؟
لا يمكن لأحد أن يُنكِر أدوارهم المميّزة في السنوات الخمسة الأخيرة فهم من يعطي للأهداف مذاقها الخاص، والكلام يخص تشافي هرنانديز لاعب برشلونة وخوسيه ماريا غوتي لاعب ريال مدريد الإسباني السابق والألماني مسعود أوزيل لاعب ريال أيضاً، كما يحضرنا من الدوري الإنكليزي فرانك لامبارد لاعب تشلسي والبرتغالي ناني لاعب مانشستر يونايتد والإسباني سيسك فابريغاس حين كان مع آرسنال، إضافة لنجوم آخرين كالفرنسي فرانك ريبيري لاعب بايرن ميونيخ الألماني، والبلجيكي إيدين هازارد لاعب ليل الفرنسي.
وعندما نذكر كلّ هذه الأسماء نجدهم متصدّرين لإحصائيات صانعي الألعاب في السنوات الماضية دون أي قيمة عمليّة أخرى، وفي أحسن الأحوال قد نرى البعض منهم ضمن قائمة أفضل ثلاثة لاعبين في العالم.
ويرجع بعضهم السبب في ذلك إلى مزامنتهم لمحطّمَي الأرقام القياسية الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد، فأصبح غياب أحد النجمين عن فريقه مدعاةً للقلق لدى كثير من المشجعين أكثر من وجوده في مباراة ما وغياب اثنين من صانعي اللعب في فريقه عن المباراة نفسها، فصارت لغة الأهداف نوعاً ما هي الطاغية على أهمية لاعبٍ دون آخر.
شنايدر سحرهم ولم يقنعهم
بدأت مسألة ظلم "العقول المدبّرة" في الملاعب واضحةً فعلياً بعد كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 التي توّجت إسبانيا بلقبها بعد تغلبها على هولندا في النهائي (1-صفر)، وما فاجأ العديد من مُتابعي الكرة غياب الهولندي ويسلي شنايدر عن قائمة أفضل ثلاثة لاعبين في العالم، علماً بأنّ نجم إنتر ميلان الإيطالي الذي قدّم أداءً استثنائياً ذلك الموسم كان قد أدى دوراً أساسياً في تتويج فريقه ببطولة الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا اللذين يحملان خصوصيةً فنية وبدنية مختلفة عن باقي البطولات، إضافةً لفوزه بدوري أبطال أوروبا، وحلوله وصيفاً لكأس العالم مع منتخب بلاده.

http://www.aljazeerasport.net/Resour...43826734_2.jpg
وما زاد الصدمة في ذلك العام هو تفضيل ميسي على زملائه في برشلونة تشافي وأندريس إنييستا، علماً أنّ الأرجنتيني لم يقدّم الكثير مع منتخب بلاده في كأس العالم بعكس الآخرَين اللذين كانا أهم عوامل فوز إسبانيا بالكأس لأوّل مرة.
ويكفي الذكر أنّ الجائزة التي يُقرّها بالتصويت الغالبية ممن يعتبرون الأكثر خبرة ومتابعة للساحرة المستديرة، لم تذهب لأيّ صانع ألعاب منذ أربع سنوات، إذ نالها رونالدو البرتغالي عام 2008 قبل أن يسيطر عليها "البرغوث" ميسي في السنوات الثلاثة الأخيرة.
صانع ألعاب مميّز: "منافسة على الألقاب"
شاءت صدف الإحصائيات العالمية أن تثبت هذه النظرية في الموسم الحالي على الأقل، وهو أكثر ما يلفت النظر ويؤكّد أهمية هذا المركز النادر إتقانه، حيث نجد في لفتة سريعة إلى أقوى الدوريات أنّه في الدوري الإنكليزي يأتي الإسباني دافيد سيلفا لاعب مانشستر سيتي الوصيف في المقدمة ويليه الإكوادوري أنطونيو فالنسيا لاعب مانشستر يونايتد المتصدّر، كما أنّ ريال مدريد المتصدّر في إسبانيا وبرشلونة وصيفه يحتل لاعبوهم المراكز الخمسة الأوائل في قائمة صانعي اللعب بوجود أوزيل والأرجنتيني آنخيل دي ماريا من ريال وميسي ورونالدو رابعاً ثم البرازيلي داني ألفيش لاعب برشلونة ويتصدّرهم وصانعي الألعاب في البطولات الخمسة الكبرى أوزيل الذي صنع 16 هدفاً حتى حينه.
http://www.aljazeerasport.net/Resour...56130734_2.jpg
أما في الدوري الألماني نجد لاعب بايرن ميونيخ وصيف المسابقة الفرنسي فرانك ريبيري في المركز الثاني خلف الفنزويلي خوان أرانغو لاعب مونشنغلادباخ الرابع وكذلك البولندي جاكوب بلاشتشيكوفسكي الثالث لاعب دورتموند بطل الدوري، وفي الإيطالي هناك فابريزيو ميكولي لاعب باليرمو (الحالة الاستثنائية باعتبار فريقه بعيد جدأ عن الصدارة في المركز الخامس عشر) وخلفه أندريا بيرلو لاعب يوفنتوس المتصدّر في المركز الثاني وزميله الصربي ميركو فوجينيتش إضافة للبرازيلي روبينيو وأنطونيو كاسانو لاعبي ميلان الوصيف ضمن قائمة أفضل خمسة صانعي ألعاب.
وأخيراً في الدوري الفرنسي نجد البلجيكي إيدين هازارد لاعب ليل ثالث الدوري متصدّراً للقائمة يليه لاعب سان جيرمان جيريمي مينيز الثاني وأوليفييه غيرو لاعب مونبيليه متصدّر الدوري في المركز الثالث، علماً بأنّ هذه الإحصائية لا تشمل حصول اللاعب على ضربة الجزاء التي تعدها بعض المواقع العالمية إحدى حالات صناعة الهدف.
صانع الألعاب الهداف، وماذا عن رونالدو وميسي؟
قد تعد هذه الحالة النادرة إحدى أكثر المعايير أهمية في معرفة عطاءات بعض اللاعبين في أرض الملعب، فعلى صعيد الذكر لا الحصر نجد بأنّ رونالدو صاحب الـ40 هدفاً في دوري الموسم الماضي صنع 10 أهداف، بينما ميسي سجّل بـ31 هدفاً وأسهم في صناعة 18 هدفاً، وإذا خرجنا من الدوري الإسباني نجد أنّ الإيفواري ديديه دروغبا لاعب تشلسي سجّل موسم (2009-2010) 29 هدفاً وصنع 13 لفريقه، إضافةً للهولندي المتألق فان بيرسي لاعب آرسنال الذي سجّل هذا العام 27 هدفاً وصنع 12، علماً بأنّ الموسم لم ينته بعد, ومن ثم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي تألق مع إنتر ميلان موسم 2008 – 2009 عندما أحرز 25 هدفاً وصنع سبعة أهداف.
http://www.aljazeerasport.net/Resour...14483734_2.jpg
وأخيراً لا بدّ من الإشارة إلى البرازيلي غرافيتي الذي سجّل مع فولفسبورغ 28 هدافاً إضافة لتهيئة 11 كرة لزملائه سُجِّل منها أيضاً في الموسم الاستثنائي للفريق الذي حقّق فيه بطولة الدوري الألماني 2008 – 2009 بعد أن سجّل فريقه كله 80 هدفاً ولم ينل حقّه الإعلامي تلك الفترة، وجميع هذه الأرقام تعود إلى مواقع عالمية مهتمة بكرة القدم.
أما بالنسبة لصاحبي أكبر معدل تهديفي في البطولات الخمسة الكبرى رونالدو وميسي هذا الموسم، فسبق وذكرنا بأنّ زيدان ولامبارد ورونالدينو قد عدّهم البعض أحد أهم أسباب نجومية العديد من الهدافين الذين عاصروهم، فهل تنطبق الحالة نفسها على رونالدو وميسي اللذين يملكان 42 و41 هدفاً على التوالي في الدوري؟
الإجابة هنا يمكن أن تتلخص بالأرقام فرونالدو سجّل 27 هدفاً بفضل مساعدة زملائه و11 هدفاً من ضربات جزاء و5 أهداف من مجهود فردي، أما ميسي فقد سجّل 29 هدفاً بفضل زملائه و6 من ضربات جزاء و6 أيضاً من مجهود فردي، ومما لا شك فيه أنّ الموهبتين الكرويتين يملكان ما فيه الكفاية من الإمكانيات الفنية والبدنية لترجمة كرات بقية عناصر فرقهم، إلا أنّ هذا التجاهل غير المنطقي لصانعي اللعب في السنوات الأخيرة يضع أكثر من إشارة استفهام أمام محللي الكرة والصحفيين المحايدين، إضافة إلى أن بعض المتتبعين عدّوا أنّ سياسة بعض إدارات الأندية إعلامياً قد تفرض بطريقة أو بأخرى ظهور نجم دون آخر لأهداف تسويقية.

المصدر

http://www.chelsea4ever.net/upp/uplo...667e7dc3b4.png

رئيكم وش الاسباب