إلى هذه اللحظة لم أعرف من أطلق التهمة التي تداولها الوسط الرياضي بحق لاعب فريق الأهلي البرازيلي فيكتور سيموس, وحتى التغريدة لا أعلم ماهو محتواها وتفاصيلها, ولكن حسب تصريح رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد الذي أكد في أكثر من لقاء أن صاحب التغريدة لم يذكر اسم اللاعب بصريح العبارة, إنما المؤشرات تؤكد على أنه يقصد فيكتور.
أكن كل الاحترام والتقدير للزميل الذي (أجهل) اسمه حقيقة, وكان بالإمكان أن أتقصى المعلومات لمعرفته وهذا سهل, ولكن لماذا؟!
لماذا ابحث عنه طالما أنه لم يذكر اللاعب بصريح العبارة؟! ولماذا ابحث عنه وهو لا يملك الدلائل؟! ولماذا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه وتتم مناقشته في القنوات الفضائية؟!
حقيقة أصفق لرئيس الأهلي الذي لم يعطي الموضوع اهتمامه, وجعله نسياً منسيا, وهذا ماينبغي أن تتبعه إدارات الأندية المحترفة, فليس كل موضوع يثار في الإعلام يجب الرد عليه, ولا يجب أن يتم الهجوم على الطرف الآخر كما يطلب الجمهور, فالجمهور تتحكم فيه العاطفة أكثر من العقل, بينما ينبغي على مسؤولي الأندية أن يحكموا عقولهم أكثر من عواطفهم.
وفي هذا الصدد, أتساءل ماذا لو كانت لجنة المنشطات متواجدة وتقوم بعملها هل سنرى مثل هذه الأحاديث التي أصبحت تأخذ مكاناً كبيراً في الإعلام لأننا غبنا عن المستطيل الأخضر؟ وهل يعجز الاتحاد السعودي عن تأمين مبلغ 450 ألف ريال لموسم واحد حتى تقوم اللجنة بعملها؟!
أن الواجب علينا أن ندعم توجهات لجنة المنشطات, ويجب أن تكون لها الأولوية خاصة أن المبلغ زهيد, ولا يليق بنا أن نتجاهل دور هذه اللجنة المهم جداً.
في الطرف الآخر, لا أعلم حقيقة لماذا دائماً تثار الضجة بين الأهلي والشباب؟! ولا أعلم من هو المستفيد من تلك الضجة التي لا يمكن أن يقبلها "عقلاء" الوسط الرياضي, خاصة أنه في الفترة الأخيرة أصبح كلا الطرفان "الأهلي والشباب" لا يتقبلان بعضهما البعض, ومن كلمة واحدة قد تُفتعل قضايا, ومن حدث واحد قد تقوم قيامة الطرف الآخر.
خلال الأيام الماضية أثيرت قضية (رهن بطاقات الأحوال المدنية) والتي تختص بالجمهور الأهلاوي, فقامت قيامة الإدارة الأهلاوية, وواكب تلك الحملة صياح ونياح من قبل الإعلام الموالي للأهلي, بينما كانت ردة الفعل الشبابية لا تنم عن احترافية, مرة يذكرون بأنهم رهنوا البطاقات لدواع أمنية, ومرة أخرى يقولون بأنهم لم يرهنونها, وكانت الكلمة القاصمة والتي أغضبت الأهلاويين منطلقة من طارق النوفل حينما قال بأن جماهير الأهلي (جماهير مسيار), وهذه الكلمة لا تليق بطارق النوفل أولاً ولا تليق بأي جمهور رياضي مهما كانت حدة التنافس, أيضاً ردة فعل رئيس الأهلي كان مبالغ فيها خاصة حينما قال (كلام طارق النوفل لا يقال في مجالس رجال), وكأنه هنا يسقط على برنامج ديوانية لاين وأعضاءها, تلك الديوانية التي جاء من خلالها كلام طارق النوفل.
وفي كل الأحوال ومن منظار العقلاء يعتبر الطرفان مخطئان, فالإدارة والإعلام والجمهور الأهلاوي كان بإمكانه أن لا يثير قضية (هامشية), لن تحقق لهم بطولة, ولن تسلب منهم بطولة, وكان بإمكان الإدارة الشبابية أن تعتذر لمثيلتها وللجماهير الأهلاوية, وبهذا تنتهي قضية أفتعلناها من لا شيء, لأننا وبكل صراحة أصبحنا نغرد خارج السرب, فالعالم كل العالم يلعب داخل المستطيل الأخضر ليتمتع من يشاهده, وحينما تنتهي (اللعبة) ينتهي كل شيء, بينما نحن نلعب خارج المستطيل الأخضر, ومن يكسب تلك (اللعبة القذرة) هو الكاسب الحقيقي بعيداً عن البطولات والمستطيل الأخضر الذي نسيناه منذ زمن ماجد وسامي.