بصراحة حِرْتُ كيف أبدأ موضوعي و كيف أعبِّرُ عمَّا بدواخلي ..
فبعد أن قامت والدتي بزيارة لمركز تيط مليل وحكت لي ما شاهدته
هناك لَمْ أكن أعرِف أن ليلتي ستكون بيضاء لِمَا بقي راسخا في ذهني من تَنَكُّرٍ وجحود للأبناء أو الأهل ، ورميهم لأناس من دمهم و لحمهم ..
عَارٌ عليهم !!
كيف يُعقل أن يرمي ابن أو ابنة بأمه أو أبيه في مركز لا لذنب إلا أنه أنجبه ورباه واهتم به لكن لمَّا خانته صِحَّتُهُ أو شاخ أو أقعده المرض النفسي أو الجسمي رماهُ كما تُرْمَى النفايَات ..
سمعتها تحكي و الدموع لا تفارق عينيها ، وكأنها تحاول أن تقرأ ماوراء أفكاري خَوفا أنْ يقع لها نفس المصير لا قدَّر الله !!
أعوذ بالله أمي الحبيبة فلأعدم حياتي قبل أن تُسوِّلَ لي نفسي فعل هذا الإثم ، حاشا لله أن يتصرف هكذا من تربى على الأخلاق الفاضلة ..
شرحت لي والدتي وبالتفصيل المُمل كيف أَمْضت يومها هناك وأبْدت كل الإرتياح والرضى للمعاملة الحسنة للمهتمين والمسؤولين ، وكذلك تحدثت لي عن المحسنات اللواتي يساهمن ماديا ومعنويا في إعادة الطمأنينة والبسمة للنزيلات واللواتي أغلبهم يعانين من الزهايمر ..
تحكي والدتي عن قصص تجعلكَ تُذْرفُ الدموع ، هناك من أمضين حياتهن في خدمة أولادهن و لما تزوجن خُيِّرْنَ بين الأزواج أو الأمهات ..لاحول و لاقوة إلا بالله .
أقول لهذه البنت أو العروسة :
غدا تصبحين أمَّا فحماة أسترضين لنفسكِ أن يُتَنَكَّرَ لكِ ، هل ستفرحين بنفس المصير ؟
ونفس الخطاب للإبن أو العريس ...
قررت بيني و بين نفسي أن أزور المركز بين الفينة والأخرى و أحكي عن قصص من الواقع لنناقشها
ونأخذ العِبرَ منها
لَعَلَّنا نُحاسِبُ أنفسَنا قبل أن نُحَاسَب .
تساؤلاتي :
*كيف سمحت لك نفسك أيها العاق أن تأخد أباك أو أمك للمركز الاجتماعي ؟
* ألا تتخيل نفسك تلقى نفس المصير غدا ،لما يأخذك فلذات كبدك ؟